جف القلم بما هو كائن فقلت كان ذالك فى
كتاب مسطوراًً ثم إن جبريل عليه
السلام أتى بى إلى الصخرة وإذا بالمعراج قد نصب إلى الصخرة من عنان
السماء فلم أر شيئا أحسن من المعراج وهنو مرقاة من الذهب ومرقاة من الفضة
ومرقاة من الزبرجد ومرقاة من الياقوت الأحمر فضمنى جبريل إلى صدره ولفنى
بجناحه وقبل ما بين عينى وقال ارق يا محمد فصعدت أنا وجبريل فحار نظرى من
مقامات المتعبدين وإذا بملائكة لا يحصى كثرتهم إلا الله تعالى
يسبحون الله تعالى لا يفترون ورأيت النجوم متعلقات كتعليق القناديل
فى المساجد أصغر ما يكون منها أكبر من جبل عظيم ثم صعد بى إلى سماء الدنيا
فى أسرع من طرفة عين وبينها وبين الأرض خمسمائة عام وسمكها
مثل ذالك فطرق الباب فقالوا من هذا فقال جبريل قالوا ومن معك قال
محمد صلى الله عليه وسلم قالوا أو أرسل إليه
قالوا مرحبا بك وبمن معك فنعم المجىء مجيئكما ففتحوا لنا
الباب ودخلناها فإذا هى سماء من دخان يقال لها الرفيعة وليس فيها موضع قدم
إلآ وعليه ملك راكع أو ساجد ونظرت فإذا فيها نهران عظيمان
مطردان فقلت ما هذان النهران يا جبريل قال هذا النيل وهذا الفرات عنصرهما
أى أصلهما من الجنة وإذا بنهر آخر وعليه قصر من لؤلؤ وزبرجد
فضربت يدى فيه فإذا هو مسك أذفر فقلت ما هذا النهر فقال هذا الكوثر الذى
خبأه الله لك فنظرت فإذا بملك عظيم الخلقة وهو راكب على فرس من نور وعليه
حلة من نور وهو موكل بسبعين ألف ملك مسو مين بأنواع الحلى والحلل
بيد كل واحد منهم حربة من نور وهم جند الله تعالى فإذا عصى فى الأرض
أحد ينادون أان الله تعالى قد غضب على فلان آبن فلان فيغضبون
عليه وإذا استغفر العبد وتاب ينادون إن الله قد رضى عن فلان آبن
فلان فيرضون عنه قلت يا أخى يا جبريل من هذا الملك العظيم فقال هذا
إسماعيل خازن سماء الدنيا ادن منه وسلم عليه
فدنوت منه وسلمت عليه فرد على السلام وهنأنى بالكرامة من ربى عز وجل وقال
أبشر يا محمد فالخير كله فيك وفى أمتك إلى يوم القيامة فقلت لربى الحمد
والشكر ثم تقدمت أمامه وإذا أنا بملك نصفه من ثلج
ونصفه من نار فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفىء النار له الف
رأس فى كل رأس ألف وجه وفى كل وجه ألف فم فى كل فم ألف لسان يسبح الله
تعالى بألف لغه لا يشبه بعضها بعضا ومن جملة تسبيحة أنه يقول سبحان
من ألف بيت الثلج والنار يا من ألف بين الثلج والنار ألف بين قلوب
عبادك المؤمنين والملائكة تقول آمين فقلت من هذا يا أخى جبريل فقال هذا
الملك الموكل بأكناف السموات وهو أنصح الملائكة لبنى آدم ثم اصطفت
الملائكة صفوفا فقدمنى جبريل فصليت بهم ركعتين على ملة إبراهيم الخليل ثم
صعدنا إلى السماء الثانيه